مراد الثالث المعجب بمخطوطة “مطالع السعادة”
لم يغادر السلطان إسطنبول قط ، وكان لديه الكثير من الحريم

السلطان العثماني مراد الثالث هو نجل السلطان سليم الثاني الذي حكم في الفترة (1566 – 1574م)، وحفيد السلطان سليمان المعظم الذي حكم في الفترة (1520 – 1566م).
كان السلطان مراد الثالث هو رائد العصر الذهبي للرسم العثماني، حيث كلَّف برسم مخطوطات مصورة للتاريخ والنصوص الأدبية والعلمية صنع العديد منها في منسخ بالعاصمة إسطنبول.
وقد أمر أيضاً أن يتم ترجمة النصوص إلى التركية.
إعجاب السلطان بالمخطوطة:.
هنا يُعجب السلطان مراد الثالث -الذي حكم في الفترة الواقعة بين عامي (1574 – 1595)- بمخطوطة “مطالع السعادة” التي صنعت من أجل ابنته “عائشة سلطان”، وهو يقوم بدراسة قسم من المخطوطة يُصور علامات البروج والكواكب الثلاثة المرتبطة بعقودها.

للأسف تم تغيير وجه السلطان، ربما بواسطة مالك المخطوطة اللاحق، فقد كان يفترض أن يظهر ملتحياً كما في صورته المرسومة في المخطوطة المشابهة الموجودة في باريس.
تفاصيل دقيقة:.
يستند الكتاب إلى درج مفتوح لمكتب فاخر مصنوع من الأبانوس والعاج، ويوجد فوق المكتب العديد من العناصر منها ساعة رملية وساعة غربية.
يستمع إلى مراد إثنين من الإنكشارية “قوات مشاة من النخبة بالجيش العثماني” وأحد الأقزام و يرتدي الجنود قبعاتهم الفاخرة المميزة.
اهتمامات واسعة من بينها مؤلفات الرومي:.
كان السلطان مراد الثالث مهتماً بالتنجيم ، وعلم الكونيات ، والجان ، والشعر والتصوف، وقد أمر في عام 1590 بترجمة كتاب شمس الدين أحمد أفلاكي عن حياة جلال الدين الرومي ، الشاعر والمتصوف الفارسي العظيم.
كتب مراد الثالث الشعر، وفي عام 1584 قام ببناء المطبخ وغرف الدراويش في دير المولوي في مدينة قونيه حيث ذهب إلى هناك مع سليم أثناء الحصار عام 1559.

أسرة وذرية كبيرة:.
لم يغادر السلطان مراد إسطنبول قط ، وكان لديه الكثير من الحريم، وفي وقت وفاته في عمر الثامنة والأربعين كان له 102 ابناً ، توفي 62 منهم في حياته ، وتم إعدام 19 منهم بواسطة محمد الثالث عندما اعتلى العرش.

المصدر:.
مكتبة ومتحف “ذا مورغان”، نيويورك
https://www.themorgan.org/collection/treasures-of-islamic-manuscript-painting/24#