
عبد الله بن جعفر – اسمه ونسبه:–
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، أبو جعفر الهاشمي ، من صغار الصحابة، ذو نسب رفيع، فأبوه الصحابي جعفر الطيار، وأمه أسماء بنت عُمَيْس، وُلِد في الحبشة أثناء هجرة أبيه إليها سنة 1هـ، وهو أول من وُلِد بها من المسلمين.
عبد الله بن جعفر –زواجه:–
تزوج زينب بنت أم كلثوم، وأم كلثوم هي زوجة عمر بن الخطاب وبنت علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضوان الله عليهم جميعاً.
عبد الله بن جعفر –مكانته ومنزلته:–
بايع النبي صلى الله عليه وسلم وعمره سبع سنوات، ولما استشهد أبوه يوم مؤتة، كفله النبي صلى الله عليه وسلم، ونشأ في حِجْره، وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه من بني هاشم.
دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة في التجارة، حيث مر به وهو يلعب بالتراب، فقال: “اللهم بارك له في تجارته”.
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمه علي بن أبي طالب، وأمه أسماء بنت عُمَيْس، وروى عنه: أبو جعفر الباقر، والشعبي، وعروة، وغيرهم.

كان له قدر كبير بين الصحابة، فكان ابن عمر إذا سلم على عبد الله، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. وكان أحد الأمراء في جيش علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يوم صفين، كما قدم على معاوية بن أبي سفيان، وكانت له منه وِفَادة في كل سنة، يعطيه ألف ألف درهم، ويقضي له مائة حاجة.
جوده وكرمه:–
كان كريماً، يُسمَّى بحر الجود، وقد عُوتِبَ في ذلك فقال: “إن الله عوَّدني عادةً، وعوَّدْتُ الناس عادةً، فأخاف إنْ قطعْتُها قُطِعَتْ عنِّي”.
وله أخبار كثيرة في الجود والكرم؛ منها أن شاعراً جاء إليه، فأنشده:
رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَــرٍ فِي المَنَــــامِ .. كَسَـــانِي مِنُ الخَزِّ دُرَّاعَهْ
شَـكَــوْتُ إِلَى صَــاحِبِــي أَمْـرَهَــــا .. فَقَـــالَ: سَتُوْتَى بِهَا السَّاعَهْ
سَيَكْسُوْكَهَــا المَـــاجِدُ الجَعْفَــرِيُّ .. وَمَنْ كَفُّهُ الدَّهْرَ نَفَّاعَهْ
وَمَنْ قَـــالَ لِلْجُــودِ: لاَ تَعْدُنِــي .. فَقَـــالَ لَهُ: السَّمْعُ وَالطَّاعَهْ
فقال عبد الله بن جعفر لغلامه: أعطه جُبَّتِي الخَزَّ. ثم قال له: ويحك! كيف لم تر جُبَّتِي الوَشْيَ؟ اشتريتها بثلاث مائة دينار منسوجةً بالذهب. فقال: أنام، فلعلي أراها. فضحك عبد الله، وقال: ادفعوها إليه.

نوادره :–
عن عبد الله بن جعفر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم بعد ما أخبرهم بقتل جعفر بعد ثالثةٍ، فقال: “لاَ تَبْكُوا أَخِي بَعْدَ اليَوْمِ”، ثم قال: “ائْتُوْنِي بِبَنِي أَخِي”، فجيء بنا كأننا أفرخ، فقال: “ادْعُوا لِيَ الحَلاَّقَ”، فأمره، فحلق رؤوسنا، ثم قال: “أَمَا مُحَمَّدٌ؛ فَشِبْهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ؛ فَشِبْهُ خَلْقِي وَخُلُقِي”، ثم أخذ بيدي، فأشالها، ثم قال: “اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَراً فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَتِهِ”. قال: فجاءت أمُّنا، فذكرت يُتْمَنا، فقال: “العَيْلَةَ تَخَافِيْنَ عَلَيْهِم وَأَنَا وَلِيُّهُم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟”.
وقد وفد ابن جعفر على يزيد، فأمر له بألفي ألف، قال الذهبي: ما ذاك بكثير، جائزة مَلِكِ الدنيا لمن هو أولى بالخلافة منه.
وقد أسلف عبد الله بن جعفر الزبير ألف ألف، فلما توفي الزبير، قال ابن الزبير لابن جعفر: إني وجدت في كتب الزبير أن له عليك ألف ألف. قال: هو صادق فاقبضها إذا شئت. ثم لقيه بعد مدة، فقال: يا أبا جعفر! وَهِمْتُ؛ المال لك عليه. قال: فهو له. قال: لا أريد ذلك
ما قيل فيه:–
قال الذهبي عن عبد الله بن جعفر : “كان كبير الشأن، كريماً، جواداً، يصلح للإمامة … وكان وافر الحشمة، كثير التنعم، وممن يستمع الغناء”.

وفاته:–
توفي ابن جعفر في المدينة المنورة سنة 80هـ.
المصادر:–
- أسد الغابة (3/199/رقم 2864).
- الإصابة في تمييز الصحابة (4/35/رقم 4609).
- الأعلام (4/76).
- سير أعلام النبلاء (3/456/رقم 93).
- الوافي بالوفيات (1/79)، و(17/58).