رزين العروضي ..الشاعر صاحب الأوزان الغريبة
كان ينزل بغداد، ويكثر من زيارة عنان الشاعرة، جارية الناطفي، وله معها أخبار ومعارضات

اسمه ونسبه:-
رزين بن زَنْدوَرْد، أبو زهير العروضي ، شاعر بغدادي، من شعراء القرن الهجري الثالث؛ لُقِّب العروضي؛ لأنه خرج على بحور الشعر، وجاء بأوزان جديدة.
مكانته الشعرية:-
كان كثير الشعر، وأكثر شعره يخرج عن قواعد العروض ، حيث كان يأتي بأوزان غريبة من العروض، ناحياً نحو أستاذه عبد الله بن هارون، فأتى فيه ببدائع جمة.
أخذ عن عبد الله بن هارون بن السَّمَيْدَعِ البصري العروضي مؤدب آل سليمان، وكان عبد الله بن هارون يقول أوزاناً غريبة من العروض ، فنحا رزين نحوه في ذلك، فأتى فيه ببدائع جمة، وكان رزين من أصحاب دِعْبِل الخزاعي الشاعر.
كان ينزل بغداد، ويكثر من زيارة عنان الشاعرة، جارية الناطفي، وله معها أخبار ومعارضات.
وهو القائل بهجو آل جعفر بن محمد بن الأشعث بن مكلم الذئب الخزاعي:
إنِّــي أتيـتـــك مــرَّاتٍ لتـــأذن لــي .. فكان عندك سهل الإذن محجوبا
إِنْ كُـنْتَ تحجـبني بالذِّئب مزدهـياً.. فقــد لعمــري أبوكــم كلَّم الذِّيبا
فكيف لو كلَّم اللَّيث الهصور، إذن .. تركْـتُم النَّــاسَ مأكـولاً ومشـروبا
هــذا السّــنيدي لا يســوى إتـاوتـه .. يُكلِّــم الفـيل تصعــيداً وتصـويبا
فـاذهـب إليــك فإنِّـي لا أرى أحـداً.. ببـــابِ دارِك طـــلَّابـاً ومطـلــوبـا
فجلده على هذه القصيدة بثلاثمائة سوط.
ومن شعره أيضاً:
كــــأنَّ بـلاد الله وهــي عريضـــة .. علــى الخائف المطلوب كفّة حابل
تـــؤدِّي إليــه أنَّ كـــــلَّ ثنيَّــــة .. تيـممــهـا تـرمــــي إليـــه بـقـــاتـل
وقال في الصديق:
خير الصَّديق هو الصَّدوق مقالة.. وكذاك شرُّهم المنون الأكذب
فــإذا غــدوت لـــه تريــد نجـازه .. بالوعـد راغ كما يروغ الثَّعلـب

وله في الحسن بن سهل قصيدة لا تخرج من العروض ، مطلعها:
بئسَ مــا جــــزاك بـه الظــــاعِنــو .. نَ إذْ مِنْ جوارهمُ أخرجوكْ
قـــرَّبــوا جـمالهـــمُ للرَّحـــيــــلِ .. بُكــــرةً أحــبتك السَّــالبــوكْ
ذُو الرِّيـاسـتيــنْ وأنت اللذا .. تُحــييــــانِ سُــنةَ غـازي تبوكْ
نوادر رزين:-
حدث دِعْبِل أنه نزل هو و رزين بقوم من بني مخزوم فلم يقروهما ولا أحسنوا ضيافتهما، قال دِعْبِل: فقلت فيهم:
عِصابَةٌ مِن بَني مَخزومِ بِتُّ بِهِم … بِحَيثُ لا تَطمَعُ المِسحاةُ في الطِّينِ
ثم قلت لرَزِين أجز، فقال:
في مضغ أعراضهم من خبزهم عوض .. بنــي النِّــفـاق وأبنــاء المــلاعــين

وقال رزين العروضي: دخلْتُ على عنان وعندها أعرابي فقالت لي: يابهَ جاء الله بك على حاجة. قلت: ما هي؟ قالت: هذا الأعرابي يسألني أن أقول بيتاً ليجيزه، وقد عسر عليَّ فابتدئ عليَّ بالقول. فقلت:
لقدْ قلَّ العزاءُ فعيلَ صبري ..
غداةَ حمولهمْ للبينْ زُمتْ
فقال الأعرابي:
نظرْتُ إلى أواخــرها ضُحيـا ..
وقدْ رفعوا لهــا عُصبــاً فرنتْ
وقالت عنان:
كتمتُ هواهمُ في الصَّــدرِ مِنِّي ..
علـى أنَّ الدُّمــوعَ علــى نمت
قال: فكانت أشعرنا.
وفاة رزين:-
مات رزين العروضي في أيام المتوكل على الله سنة 247هـ.

المصادر:
- الأعلام (3/20).
- تاريخ بغداد (9/437/رقم 4495).
- قضايا الشعر المعاصر (343).
- معجم الأدباء (3/1304/رقم 487).
- الوافي بالوفيات (14/79).
- الورقة (8).