ثمن الحرص على الأمانة

اشتُهِر السَّمَوْأَل بوفائه، وكان من وفائه أنَّ امرأ القَيْس لما أراد الخروجَ إلى قيصر استودع السموألَ دُرُوعاً، فلما مات امرؤ القيس غزاه ملك من ملوك الشام، فتحرز منه السموأل، فأخذ الملك ابناً له، وكان خارجاً من الحِصْنِ، فصاح الملك بالسموأل، فأشرف عليه، فقال: هذا ابنُك في يَدَيَّ، وقد عَلِمْتَ أنَّ امرأ القيس ابن عمي ومن عشيرتي، وأنا أحقُّ بميراثه؛ فإن دفَعْتَ إليَّ الدروع وإلاَ ذَبَحْتُ ابنك، فَقَالَ: أجِّلْني، فأجَّله، فجمع أهلَ بيته ونساءه، فشاورَهم، فكُلٌّ أشار عليه أن يدفعَ الدروع ويستنقذَ ابنه، فلما أصبح أشْرَفَ عليه، وقَالَ: ليس إلى دَفْعِ الدروع سبيلٌ، فاصنع ما أنت صانع، فذبَحَ الملكُ ابنه وهو مُشْرِف ينظر إليه، ثم انصرف الملك بالخيبة، فوافى السموألُ بالدروع الموسمَ، فدفعها إلى ورثة امرئ القيس.
وصار السموأل بذلك مضرباً للمثل، وقيل: أوفى من السموأل.
المصدر:.
مجمع الأمثال (2/374).