المنتصر بن بلال الأنصاري .. الشاعر الحكيم
له شعر منثور بين الكتب، وأغلب شعره في الأخلاق والرقائق

المنتصر بن بلال الأنصاري – اسمه ونسبه:-
المنتصر بن بلال الأنصاري ، شاعر حكيم، لم تذكر المصادر التاريخية والأدبية أي معلومات عنه وعن أصله ومكان ولادته وتاريخ حياته، ولم يصلنا عنه شيئاً إلا بعض أشعاره، وعلى الأغلب أنه من شعراء القرن الهجري الرابع، وأكثر النقل عنه محمد بن حيان البُستي المتوفى سنة 354هـ، وكثيراً ما كان يقول: أنشدني المنتصر بن بلال الأنصاري.
شعره:-
له شعر منثور بين الكتب، وأغلب شعره في الأخلاق والرقائق؛ من ذلك قوله في الجود والكرم:
الجُــودُ مكـــرمــةٌ والبخــلُ مبغضـةٌ .. لا يسـتوي البخلُ عندَ اللهِ والجُودُ
والفقرُ فيه شخوصٌ والغِنى دعةٌ.. والنَّاسُ في المالِ مرزوقٌ ومحدودُ
وقال المنتصر بن بلال الأنصاري في لزوم العفاف:
أولسـت تأمــر بالعـفاف وبالتُّقـى.. وإليـه آل الأمـر حـين يؤول
فــإن استطعت فخُـذ بعقلك فضلــه .. إنَّ العقول يرى لها تفضيل

وقال في العقل:
ألـمْ تـَــر أنَّ العـقـــل زيـن لأهـلـــه .. وأنَّ كمال العقل طول التَّجارِب
وقد وعظ الماضي من الدَّهـر ذا النُّهى.. ويــزداد فـي أيـامـــه بالتَّـجارِب
وقال في صفاء القلب:
وإن امــــرأ لــم يصـف للـه قلبــه .. لفـي وحشة من كلٍّ نظرةِ ناظر
وإن امـــرأ لـم يرتحـل ببضـــاعــــة .. إلــى داره الأخـرى فليس بتاجر
وإن امـــرأ ابتـــاع دنيـا بـدينــه .. لمنقلـب منـها بصفقـة خـاسر
وقال المنتصر بن بلال الأنصاري في لزوم الصمت وحسن الكلام:
الصَّـمـت عـند القبيـــح يسـمعــه .. صــاحب صدق لكل مصطحب
فآثــر الصَّمت مـــا استطعت فقد .. يؤثــر قول الحكـيم في الكـتب
لو كـــان بعـض الكـــلام مـن وَرِقٍ .. لكـــان جلُّ السُّكوتِ مـن ذهب
وقال في لزوم الصدق ومجانبة الكذب:
تحدَّث بصـدقٍ إنْ تحدَّثت وليكُـن .. لكُــل حـديث مـن حـديثك حـين
فما القـول إلا كالثِّيـاب فبعضهــا .. عليـك وبعض في التُّخوت مصون
وقال في كراهية التلون في الوداد بين المتآخين:
وكــم من صـديق وده بلســانـه .. خــؤون بظهر الغيب لا يتندم
يضاحكني كـرهــــاً لكيمـــا أوده .. وتتبعنــي منه إذا غبت أسهم

وقال المنتصر بن بلال الأنصاري في الأحمق والجاهل:
لن يسمــع الأحمــــق مـن واعِـــظٍ .. فــي رفعـه الصَّـوت وفي هـمه
لـن تبلــغ الأعـــداء مِـن جـــاهــــل .. مــا يبلـغ الجاهـل مـن نفـسه
والحـمــق داء مـــا لــه حيلـــة .. تــرجــى كبعد النَّجم في لمسه
وقال في الاعتراف بالفضل:
ومـن يُسْـدِ معروفاً إليـك فكـن له.. شكوراً يكن معروفه غير ضائع
ولا تبخلنَّ بالشُّكر والقرض فاجزه.. تكـن خير مصنـوع إليه وصانع

وقال في العجلة:
ولا تسبقــنَّ النَّـاس بالرَّأي واتَّئـد.. فـإنَّـك إن تعجـل إلى القــول تـزلل
ولكن تصفَّـح رأي من كــان حاضراً .. وقل بعدهم رسلاً، وبالحقِّ فاعمل
وقال ابن بلال الأنصاري في الصنعة:
إِذا كــنتَ لا ترجـى لدفــع ملـمَّــةٍ .. ولــم يك للمعـروف عندك موضعُ
ولا أنت ذو جــــاهٍ يعـــاشُ بجـاهــهِ .. ولا أنت يومَ البعثِ للنَّاس تشفعُ
فعيشكَ في الدُّنيا وموتكَ واحدٌ.. وعــودُ خـلالٍ مـن حــياتـكَ أنفـع

اقرأ ايضا كيفَ وضعَ أبو الأسود الدؤلي عِلم النحو ؟
المصادر:
- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (20).
- مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي (9/290).
- موسوعة الأخلاق الإسلامية (1/190).
- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (2/408).