أخبار العرب
اتخذ الكلب نديما وصديقا

كان للحارث بن صعصعة نُدمان لا يُفارِقُهم، شديد المحبة لهم، وكان للحارث كلبٌ ربَّاه، فخرج الحارث في بعض منتزهاته ومعه نُدماؤه، وتخلَّف عنَهُ ذلك الرجل، فلمَّا بَعُدَ الحارثُ عن منزله، جاء نديمُه إلى زوجته فأقام عندها يأكل ويشرب، فلما سكرا واضطجعا، ورأى الكلب أنَّه قد ثار على بطنها، وثب الكلب عليهما، فقتلهما، فلمَّا رجع الحارث إلى منزله، ونظر إليهما، عرف القصة، ووقف ندماؤه على ذلك، وأنشأ يقول:
وما زال يرعى ذِمَّتي ويحوطني ويحفظُ عرسي والخليلُ يخونُ
فواعجباً للخلِّ يهتكُ حُرمتي ويا عجباً للكلبِ كيف يصونُ؟!
قال: وهَجَرَ من كان يُعاشِرُه، واتَّخذ كلبه نديماً.
المصادر:
فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب (59).