أبو بكر العرزمي .. الشاعر المهتم بالحديث
إِذَا أَنْتَ عَادَيْتَ امْرَأً بَعْدَ خُلَّةٍ ... فَدَعْ في غَدٍ لِلصُّلْحِ وَالعَوْدِ مَوْضِعَا

اسمه ونسبه:-
هو محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان، أبو بكر العرزمي الفزاري، شاعر يمني، له اشتغال بالحديث، أصل العرزمي من مدينة حضرموت باليمن، وُلِدَ سنة 77هـ، انتقل من حضرموت إلى الكوفة، وأدرك أول الدولة العباسية.
يقال له العرزمي نسبة إلى جبَّانة عَرْزَم بالكوفة، حيث كان منزله فيها.

مكانته الشعرية:-
وله شعر أكثره آداب وأمثال وحكم مواعظ، وهو الذي قال:
إن يحســدوني فإنِّــي غيـر لائمهـم .. قبلي من النَّاس أهل الفضل قد حُسِدوا
فـدام لي ولهـم ما بي وما بهـم .. ومـــات أكـــــثرنــا غـيــــظاً بمــا يـجــــد
أنا الذي وجــدوني فــي حلـوقهـــــم .. لا أرتــقــــــي صــــــادراً مــنـــــها ولا أرد
أيضاً من شعره:
أرى عاجــزاً يدعــى جـليـداً لغشمــه .. ولـو كُلِّف التَّقوى لكلَّت مضاربه
وعــافٍّ يسمــى عـاجــزاً لعفافـه .. ولولا التُّقى ما أعجـزته مذاهبه
وَلَيْـسَ بِعَجْــزِ المَــرْءِ أَخْطَــأهُ الغِنَـى .. وَلَا بِاحْتِيَالٍ أَدْرَكَ الْمَالَ كاسبُه
وقال العرزمي في الصمت والكلام:
لسان الفتى نصـف ونصـف فـؤاده .. فلم يبق إلَّا صورة اللَّحم والدَّم
وكائن ترى من صامت لك معجب .. زيادتـــه أو نقصــه فـي التَّكلُّــم

وقال العرزمي في الْمِراء:
وإيَّـاك إيَّـاك الْمِــراء فإنَّـــه ..
إلى الشـرِّ دعَّــاء وللغــيِّ جـالب
وقال في معاداة الأصدقاء:
إِذَا أَنْتَ عَادَيْتَ امْرَأً بَعْدَ خُلَّــةٍ ..
فَدَعْ في غَدٍ لِلصُّلْحِ وَالعَوْدِ مَوْضِعَا
وقال أيضاً:
وَإِذَا عَتبتَ عَلَى الصَّديِقِ وَلُمتَهُ ..
فـي مــثلمَا تأتــي فَـأنتَ مَلــوُمُ
ومن شعر العرزمي أيضاً:
وَلا تُصَــــافِ الدَّنِـــــيَّ تَجْعَـلُــــــهُ .. أَخًــــــا وَلا صَـاحِـبًا وَإِنْ وَمَقَا
وَجَـــانِبَنْـــــهُ فــــي غَـيْـــــرِ نَائِــــــرَةٍ .. لا تجعل الودَّ فاسدًا ررَنَقا
مكانة العرزمي في علم الحديث:-
كان العرزمي يحفظ الحديث ويرويه ويشتغل به، وهو ليس بثقة عند العلماء، حيث ضاعت كتبه فحدَّث من حفظه فأتى بمناكير.
وفاة العرزمي:-
توفي أبو بكر العرزمي في سنة 155هـ.
المصادر:
- الأعلام (6/258).
- التذكرة الحمدونية (1/283)، و(2/219).
- تهذيب التهذيب (9/322/رقم 535).
- الحماسة للبحتري (141).
- الدر الفريد وبيت القصيد (2/357)، و(10/60).
- الشكوى والعتاب وما وقع للخلان والأصحاب (124).
- معجم الشعراء (417).
- الوافي بالوفيات (4/5).
Image by Janet Gooch from Pixabay |